بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ... فيسعد كل مسلم ويشرفه أن يكتب بقلمه وان يشارك بفكره في المنتديات الاسلاميه الربانية وإني لأحسب هذا المنتدي الطيب كذلك يدعو الي الوسطية والي الاعتدال علي منهج اهل السنة والجماعه وسيكون بفضل الملك المنان هذا هو منهج علمائنا الذين سنضع لهم مواضيع هنا في هذا القسم وفي غيره وفي هذه السطور بيان لأهم سمات وخصائص اهل السنة والجماعة فإليك بيانها.....
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد:
وأهل السنة والجماعة: يتميزون على غيرهم من الفرق؛ بصفات وخصائص وميزات منها:
1- أنهـم أهل الوسط والاعتدال؛ بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو
والجفاء؛ سواءٌ كـان في باب العقيدة أو الأحكام أو السلوك فهم وسط بين فرق الأمة؛ كما أن الأمة وسط بين الملل.
2- اقتصارهم في التلقي على الكتاب والسنة، والاهتمام بهما والتسليم لنصوصهما، وفهمـهما على مقتضى منهج السلف.
3- ليس لهم إمام معظَّم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالـفه إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم أعلم الناس بأحواله، وأقواله، وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حـبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها.
4- تركهم الخصومات في الدين، ومجانبـة أهلها، وترك الجدال
والمراء في مسائل الحـلال والحرام ودخولهم في الدين كله.
5- تعظيمهم للسلـف الصـالح، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم.
6- رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم النقل على العقل وإخضاع الثاني للأول.
7- جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة، وردُّهم المتشابه إلى
المحكم.
8- أنهم قدوة الصالحين: الذين يهدون إلى الحق، ويرشدون إلى
الصراط المستقيم؛ بثباتهم على الحق، وعدم تقلبهم، واتفاقهم على أمور العقيدة، وجمعهم بين العلم والعبادة، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وبين التوسع في الدنيا والزهد فيها، وبين الخوف والرجاء، والحب والبغض، وبين الرحمة واللين والشدة والغلظة، وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
9- أنهم لا يتسمون بغير الإسلام، والسنة، والجماعة.
10- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة، والدين القويم، وتعليمهم
الناس وإرشادهم، والنصيحة لهم، والاهتمام بأمورهم.
11- أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم.
12- حرصهم على الجماعة والألفة، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها،
ونبذهم للاختلاف والفرقة، وتحذير الناس منها.
13- عصمهم الله تعالى من تكفير بعضهم بعضاً، ويحكمون على غيرهم بعلمٍ وعدل.
14- محبة بعضهم لبعض، وترحُّم بعضهم على بعض وتعاونهم فيما بينهم وتكميل بعضهم بعضاً، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدين.
وبالجملة فهم أحسن الناس أخلاقاً، وأحرصهم على زكاة أنفسهم؛
بطاعة الله تعالى، وأوسعهم أفقاً، وأبعدهم نظراً، وأرحبهم بالخلاف صدراً، وأعلمهم بآدابه وأصوله.
وخلاصة القول في معنى أهل السنة والجماعة:
أنها الفرقة التي وعدها النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة من بين
الفرق، ومدار هذا الوصف على اتباع السنة وموافقة ما جاء بها؛ من
الاعتقاد، والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق وملازمة جماعة المسلمين.
وبهذا لا يخرج تعريف أهل السنة والجماعة عن تعريف السلف، وقد عرفنا أن السلف: هم العاملون بالكتاب المتمسكون بالسنة، إذن فالسلف هم أهل السنة الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم وأهـل السنة هم السلف الصالح ومن سار على نهجهم.
وهذا هو المعنى الأخص؛ لأهـل السنة والجماعة؛ فيخـرج من هذا المعنى كل طوائف المبتدعة وأهل الأهواء؛ كالخوارج والجهمية والمرجئة والشيعة... وغيرهم من أهل البدع.
فالسنة هنا تقابل البدعة والجماعة تقابل الفرقة، وهو المقصود في
الأحـاديث التي وردت في لـزوم الجماعة والنهي عن التفرق.
فهذا الذي قصده عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: { َيوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].
قال: "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة
والفرقة ".
وأما المعنى الأعم لأهل السنة والجماعة؛ فيدخل فيه جميع المنتسبين إلى الإسلام عدا الرافضة ويطلق أحياناً لبعض أهل البدع والأهواء بأنهم من أهل السنة والجماعة؛ لموافقتهم لأهل السنة المحضة في بعض المسـائل العقائدية مقابل الفرق الضالة، وهذا المعنى أقل استعمالاً عند علماء أهل السنة؛ لتقيده في بعض
المسائل الاعتقادية، ومقابل بعض الطوائف المعينة؛ فمثـلاً:
استعمال صفة أهـل السنة؛ مقـابل الروافض في مسألة الخلافة والصحابة... وغيرها من الأمور الاعتقادية.
ويقابل أهل السنة؛ أهل البدعة، ورؤسهم خمسة: الخوارج، والرافضة،
والمرجئة، والقدرية، والجهمية فعبارة السلف الصالح ترادف أهل السنة والجماعة في اصطلاح علماء أهل السنة المحققين؛ كما يطلق عليهم؛ أهل الأثر، وأهل الحديث، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وأهل الاتباع، وهذه الأسمـاء والإطلاقات مستفيضة عن علماء السلف.
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة:
لماذا عقيدة السلف الصالح أولى بالإتباع؟!
العقيـدة الصحيحة هي أساس هذا الدين، وكل ما يبنى على غير هذا
الأساس فمآله الهدم والانهيار، ومن هذا نرى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بإرساء هذه العقيدة وترسيخها في قلوب أصحابه طيـلة عمره؛ وذلك من أجل بناء الرجال على قاعدة صلبة وأساس متين.
وظل القرآن الكريم في مكة يتنـزل ثلاثة عشر عاماً يتحدث عن قضية
واحدة لا تتغير، وهي قضيـة العقيدة والتوحيد لله تعالى، ومن أجلها
ولأهميتها كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة لا يدعو إلا إليها، ويربي أصحابه عليها.
وترجع أهمية دراسة عقيدة السلف الصالح إلى أهمية تبيين العقيدة
الصافية، وضرورة العمل الجـاد في سبيل العودة بالناس إليهـا وتخليصهم من ضلالات الفـرق واختلاف الجماعات، وهي أول ما يجب على الدعاة الدعوة إليها.
فالعقيدة على منهج السلف الصـالح لها مميزات وخصائص فريدة تبين قيمتها وضرورة التمسك بها، ومن أهم هذه المميزات:
أولاً: إنها السبيل الوحيد للخلاص من التفرق والتحزب، وتوحيد صفوف
المسلمين عامة، والعلاء والدعاة خاصة، حيث هي وحي الله تعالى، وهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه الرعيل الأول الصحابة الكرام، وأي تجمع على غيرها مصيره ما نشاهده اليوم من حال المسلمين التفرق والتنازع والفشل.
قال الله تبارك وتعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [النساء: 115]
ثانياً: إنها توحد وتقوي صفوف المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق لأنها استجابة لقول الله تبارك وتعالى:
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } [آل عمران: 103]
ولذا فإن من أهم أسباب اختلاف المسلمين؛ اختلاف مناهجـهم، وتعـدد مصادر التلقي عندهم؛ فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقي سبب مهم لتوحيد الأمة؛ كما تحقق في صدرها الأول.
ثالثاً: إنها تربط المسلم مباشرة بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه
وآله وسلم وبحبهما وتعظيمهما، وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأن عقيدة السلف منبعها قال الله، وقال رسوله بعيداً عن تلاعب الهوى والشبهات، وخالية من التأثير بالمؤثرات الأجنبية؛ من فلسفة ومنطق وعقلانية، وإدخال منابع أخرى.
رابعاً: إنها سهلة ميسرة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، بعيدة عن التعقيد وتحريف النصـوص، معتقدها مرتاح البال، مطمئن النفس، بعيد من الشكوك والأوهام ووساوس الشيطان، قرير العـين لأنه سائر على هدي نبي هذه الأمة صـلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15].
خامساً: إنهـا من أعظم أسباب القرب من الله تبارك وتعالى، والفوز
برضوانه.
وهذه المميزات والسمات ثابتة لأهل السنة والجماعة، لا تكاد تختلف في أي مكان أو زمان، والحمد للـه رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد:
وأهل السنة والجماعة: يتميزون على غيرهم من الفرق؛ بصفات وخصائص وميزات منها:
1- أنهـم أهل الوسط والاعتدال؛ بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو
والجفاء؛ سواءٌ كـان في باب العقيدة أو الأحكام أو السلوك فهم وسط بين فرق الأمة؛ كما أن الأمة وسط بين الملل.
2- اقتصارهم في التلقي على الكتاب والسنة، والاهتمام بهما والتسليم لنصوصهما، وفهمـهما على مقتضى منهج السلف.
3- ليس لهم إمام معظَّم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالـفه إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم أعلم الناس بأحواله، وأقواله، وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حـبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها.
4- تركهم الخصومات في الدين، ومجانبـة أهلها، وترك الجدال
والمراء في مسائل الحـلال والحرام ودخولهم في الدين كله.
5- تعظيمهم للسلـف الصـالح، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم.
6- رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم النقل على العقل وإخضاع الثاني للأول.
7- جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة، وردُّهم المتشابه إلى
المحكم.
8- أنهم قدوة الصالحين: الذين يهدون إلى الحق، ويرشدون إلى
الصراط المستقيم؛ بثباتهم على الحق، وعدم تقلبهم، واتفاقهم على أمور العقيدة، وجمعهم بين العلم والعبادة، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وبين التوسع في الدنيا والزهد فيها، وبين الخوف والرجاء، والحب والبغض، وبين الرحمة واللين والشدة والغلظة، وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
9- أنهم لا يتسمون بغير الإسلام، والسنة، والجماعة.
10- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة، والدين القويم، وتعليمهم
الناس وإرشادهم، والنصيحة لهم، والاهتمام بأمورهم.
11- أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم.
12- حرصهم على الجماعة والألفة، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها،
ونبذهم للاختلاف والفرقة، وتحذير الناس منها.
13- عصمهم الله تعالى من تكفير بعضهم بعضاً، ويحكمون على غيرهم بعلمٍ وعدل.
14- محبة بعضهم لبعض، وترحُّم بعضهم على بعض وتعاونهم فيما بينهم وتكميل بعضهم بعضاً، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدين.
وبالجملة فهم أحسن الناس أخلاقاً، وأحرصهم على زكاة أنفسهم؛
بطاعة الله تعالى، وأوسعهم أفقاً، وأبعدهم نظراً، وأرحبهم بالخلاف صدراً، وأعلمهم بآدابه وأصوله.
وخلاصة القول في معنى أهل السنة والجماعة:
أنها الفرقة التي وعدها النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة من بين
الفرق، ومدار هذا الوصف على اتباع السنة وموافقة ما جاء بها؛ من
الاعتقاد، والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق وملازمة جماعة المسلمين.
وبهذا لا يخرج تعريف أهل السنة والجماعة عن تعريف السلف، وقد عرفنا أن السلف: هم العاملون بالكتاب المتمسكون بالسنة، إذن فالسلف هم أهل السنة الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم وأهـل السنة هم السلف الصالح ومن سار على نهجهم.
وهذا هو المعنى الأخص؛ لأهـل السنة والجماعة؛ فيخـرج من هذا المعنى كل طوائف المبتدعة وأهل الأهواء؛ كالخوارج والجهمية والمرجئة والشيعة... وغيرهم من أهل البدع.
فالسنة هنا تقابل البدعة والجماعة تقابل الفرقة، وهو المقصود في
الأحـاديث التي وردت في لـزوم الجماعة والنهي عن التفرق.
فهذا الذي قصده عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: { َيوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].
قال: "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة
والفرقة ".
وأما المعنى الأعم لأهل السنة والجماعة؛ فيدخل فيه جميع المنتسبين إلى الإسلام عدا الرافضة ويطلق أحياناً لبعض أهل البدع والأهواء بأنهم من أهل السنة والجماعة؛ لموافقتهم لأهل السنة المحضة في بعض المسـائل العقائدية مقابل الفرق الضالة، وهذا المعنى أقل استعمالاً عند علماء أهل السنة؛ لتقيده في بعض
المسائل الاعتقادية، ومقابل بعض الطوائف المعينة؛ فمثـلاً:
استعمال صفة أهـل السنة؛ مقـابل الروافض في مسألة الخلافة والصحابة... وغيرها من الأمور الاعتقادية.
ويقابل أهل السنة؛ أهل البدعة، ورؤسهم خمسة: الخوارج، والرافضة،
والمرجئة، والقدرية، والجهمية فعبارة السلف الصالح ترادف أهل السنة والجماعة في اصطلاح علماء أهل السنة المحققين؛ كما يطلق عليهم؛ أهل الأثر، وأهل الحديث، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وأهل الاتباع، وهذه الأسمـاء والإطلاقات مستفيضة عن علماء السلف.
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة:
لماذا عقيدة السلف الصالح أولى بالإتباع؟!
العقيـدة الصحيحة هي أساس هذا الدين، وكل ما يبنى على غير هذا
الأساس فمآله الهدم والانهيار، ومن هذا نرى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بإرساء هذه العقيدة وترسيخها في قلوب أصحابه طيـلة عمره؛ وذلك من أجل بناء الرجال على قاعدة صلبة وأساس متين.
وظل القرآن الكريم في مكة يتنـزل ثلاثة عشر عاماً يتحدث عن قضية
واحدة لا تتغير، وهي قضيـة العقيدة والتوحيد لله تعالى، ومن أجلها
ولأهميتها كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة لا يدعو إلا إليها، ويربي أصحابه عليها.
وترجع أهمية دراسة عقيدة السلف الصالح إلى أهمية تبيين العقيدة
الصافية، وضرورة العمل الجـاد في سبيل العودة بالناس إليهـا وتخليصهم من ضلالات الفـرق واختلاف الجماعات، وهي أول ما يجب على الدعاة الدعوة إليها.
فالعقيدة على منهج السلف الصـالح لها مميزات وخصائص فريدة تبين قيمتها وضرورة التمسك بها، ومن أهم هذه المميزات:
أولاً: إنها السبيل الوحيد للخلاص من التفرق والتحزب، وتوحيد صفوف
المسلمين عامة، والعلاء والدعاة خاصة، حيث هي وحي الله تعالى، وهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه الرعيل الأول الصحابة الكرام، وأي تجمع على غيرها مصيره ما نشاهده اليوم من حال المسلمين التفرق والتنازع والفشل.
قال الله تبارك وتعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [النساء: 115]
ثانياً: إنها توحد وتقوي صفوف المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق لأنها استجابة لقول الله تبارك وتعالى:
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } [آل عمران: 103]
ولذا فإن من أهم أسباب اختلاف المسلمين؛ اختلاف مناهجـهم، وتعـدد مصادر التلقي عندهم؛ فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقي سبب مهم لتوحيد الأمة؛ كما تحقق في صدرها الأول.
ثالثاً: إنها تربط المسلم مباشرة بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه
وآله وسلم وبحبهما وتعظيمهما، وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأن عقيدة السلف منبعها قال الله، وقال رسوله بعيداً عن تلاعب الهوى والشبهات، وخالية من التأثير بالمؤثرات الأجنبية؛ من فلسفة ومنطق وعقلانية، وإدخال منابع أخرى.
رابعاً: إنها سهلة ميسرة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، بعيدة عن التعقيد وتحريف النصـوص، معتقدها مرتاح البال، مطمئن النفس، بعيد من الشكوك والأوهام ووساوس الشيطان، قرير العـين لأنه سائر على هدي نبي هذه الأمة صـلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15].
خامساً: إنهـا من أعظم أسباب القرب من الله تبارك وتعالى، والفوز
برضوانه.
وهذه المميزات والسمات ثابتة لأهل السنة والجماعة، لا تكاد تختلف في أي مكان أو زمان، والحمد للـه رب العالمين.